المجلس المركزي الفلسطيني
دورة عادية
الدورةالسادسة
عقد المجلس المركزي في تونس يوم الجمعة 31/3/1989 دورة افتتحها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الشيخ عبد الحميد السائح وقد حضرها (61) عضوامن اصل84 عضوا هم عدد أعضاء المجلس، وأصدر المجلس المركزي في نهاية دورته البيان التالي:
في ضيافة الرئيس المناضل زين العابدين بن علي وفي رحاب تونس الشقيقة وشعبها الشقيق المعطاء، عقد المجلس المركزي الفلسطيني برئاسة الشيخ عبد الحميد السائح / رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وحضور الأخ ياسر عرفات دورة اجتماعاته العادية في الفترة الواقعة بين الرابع والعشرين والسادس والعشرين من شعبان / بين الحادي والثلاثين من آذار والثاني من نيسان 1989م .
وبعد أن استمع المجلس المركزي الى التقارير المقدمة من الأخ رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس الدائرة السياسية ودائرة شؤون الوطن المحتل حول الموضوعات المدرجة في جدول أعماله ، وأجرى مناقشات مستضيفة بشأنها فقد أكد المجلس أهمية متابعة التصعيد لانتفاضة شعبنا، ووجه التحية والإكبار والاعتزاز لجماهيرنا أطفالا ونساء ورجالا وكذلك إلى أسرنا ومعتقلينا الصامدين ويقف إجلالا وإكبارا لأرواح شهدائنا الابرار ...
وركز المجلس كذلك على دور التنظيمات الجماهيرية بدءا من القيادة الوطنية الموحدة، مرورا باللجان الشعبية، والمجموعات الضاربة، والأطر العمالية والأكاديمية والنسائية والطلابية والفعاليات الاقتصادية والتجارية والزراعية والصحية ، وكافة قطاعات شعبنا وتوحيدها من خلال المجالس العليا ، واللجان الوطنية الموحدة في مختلف المناطق، وبقدرتها على التصدي بكفاءة عالية لإحباط المناورات الاسرائيلية والتي تطرح تحت عناوين مضللة مثل الانتخابات البلدية والادارة الذاتية التي تستهدف ايجاد بدائل وهمية لمنظمة التحرير الفلسطينية ...
لقد وقفت جماهير شعبنا تحت راية منظمة التحٍرير وبرنامجها السياسي تدافع بكل بسالة عن حقها في الاستقلال الوطني ،وجابهت بكل أمانة وتصميم القمع الاسرائيلي الدموي والعقوبات الجماعية ومخططات التجهيل واغلاق المدارس والجامعات والممارسات القمعية والانتهاكات السافرة لحقوق الانسان والتي وصلت حد استعمال الغازات السامة وقتل الاطفال وإجهاض النساء وتدمير المنازل، وانتهاك حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية .
وإن المجلس المركزي يعلن للعالم أجمع أن الانتفاضة الشعبية المباركة لن تتوقف وإن جهاد نضال شعبنا سيستمران بكافة السبل والوسائل والاشكال حتى يرفرف علمنا الوطني فوق القدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة .
إن المجلس المركزي يناشد دول العالم كافة وهيئاته الاقليمية والدولية المختلفة التحرك الفوري والعملي لوقف آلة القتل الاسرائيلية المصوبة نحو أطفالنا ونسائنا ورجالنا ومقدساتنا وأرضنا .. وهو يلفت النظر إلى أن استخدام هذه الآلة يتم في أطر ممارسة الارهاب الرسمي الاسرائيلي الذي أعلنته الحكومة الاسرائيلية في بيانها في شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي أمام الكنيست الاسرائيلي، ويكشف الوجه البشع للارهاب الرسمي الاسرائيلي، ما يستدعي من المجتمع الدولي كله العمل الفوري لوقف هذا الارهاب وهذا العدوان والانتهاك الصارخ لحقوق الانسان ويتطلب اتخاذ اجراءات دولية رادعة ضد اسرائيل ولإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لوطننا فلسطين .
وأن المجلس المركزي قد اعتمد الخطط اللازمة لمواصلة انتفاضة شعبنا الباسلة لتوفير أسباب الصمود والمواجهة بكل الوسائل والسبل .
لقد توصل المجلس المركزي بعد أن ناقش التحرك السياسي الفلسطيني المنطلق من قرارات مجلسنا الوطني والمعبر عنها والثوابت الوطنية الفلسطينية إلى أن مسيرتنا في هذا التحرك تسير باتجاهها الصحيح وستبلغ بإذن الله غايتها المرجوة وهو يعلن بعد الاطلاع على النجاحات الكبيرة التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية في ضوء قرارات مجالسنا الوطنية وثوابتنا الفلسطينية ... وأن البادرة السياسية الفلسطينية هي منهج سياسي واضح وجاد... وأن المجلس المركزي يحيي دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطين، ويحيي وقوف شعوب دول منظمة المؤتمر الاسلامي وحكوماتها مع جهاد شعبنا، وكذلك وقوف الشعوب الافريقية والاسيوية وحكوماتها ودول عدم الانحياز وجميع حركات التحرر بجانب نضال شعبنا، وهو يحيي الدول الصديقة التي عبرت عن تضامنها الكامل مع كفاح شعبنا ومع انتفاضته المباركة ويحيي بالخصوص الموقف السوفيتي الصديق والدول الاشتراكية الصديقة، بما في ذلك ما عبرت عنه القيادة السوفيتية والرفيق شيفرنادزة في القاهرة أثناء لقائه مع الأخ ياسر عرفات، كما يحيي الموقف الصيني الصديق ويشيد بالمواقف الاوروبية المتطورة والايجابية مع عدالة كفاح شعبنا الفلسطيني، على الصعيدين الشعبي والرسمي، بما فيها اللقاء الأخير مع اللجنة الثلاثية للسوق الاوروبية المشتركة ويقدر الموقف الفرنسي الذي أعلنه مشكورا الرئيس ميتران، وكذلك الموقف البريطاني الجديد والاتصالات التي تمت مؤخرا وأهمية الموقف الياباني المتطور وما أعلنه مؤخرا وكذلك موقف كندا الأخير .
لقد اطلع المجلس المركزي على وقائع وتفاصيل الحوار الأمريكي – الفلسطيني فرحب بمباشرة هذا الحوار واستمراره وأهميته، مؤكدا في ذات الوقت المسؤولية السياسية والدولية والاخلاقية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي وللمعاناة الفلسطينية ، وكذلك للدور الايجابي المهم الذي بدأت تتحرك الإدارة الجديدة به من أجل اقرار السلام العادل والشامل في المنطقة متطلعين الى موقفها المتوازن في الصراع دون تحيز او استخدام حق النقص "الفيتو" لصالح اسرائيل.
ويدعو المجلس المركزي الادارة الامريكية الجديدة الى تسريع خطواتها المطلوبة منها من أجل عقد المؤتمر الدولي الفاعل للسلام تحت اشراف الأمم المتحدة ومشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وجميع أطراف النزاع بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية على قدم المساواة وبنفس الحقوق مع الأطراف الأخرى، وعلى أرضية التطورات والمعطيات الاقليمية والدولية التي أفرزتها الانتفاضة المجيدة، وصمود أهلنا في مخيماتنا مع الحركة الوطنية اللبنانية في الجنوب اللبناني وكذلك على أرضية الوفاق الدولي والارادة العربية بعد انتصار العراق الشقيق على الجبهة الشرقية لأمتنا العربية .
أن المجلس المركزي وقد اطلع من خلال التقارير المقدمة إليه على حقيقة المناورات السياسية الاسرائيلية، يعلن لجماهيرنا وللعالم رفض شعبنا التام والمطلق لأية محاولة اسرائيلية تسعى لتقسيم شعبنا بين الداخل والخارج.. ويرفض المجلس كل المحاولات والمناورات الرامية لوقف الانتفاضة أو تخفيفها أو لإجراء انتخابات زائفة في ظل الاحتلال .ومن هنا يدعو المجلس المركزي مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الاجراءات والخطوات الكفيلة بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينة والعربية بما فيها الجولان وجنوب لبنان، ووضع المناطق الفلسطينية تحت اشراف دولي مؤقت حتى يتمكن شعبنا من ممارسة حقه الطبيعي والمشروع واحقاق حقوقه الوطنية بما فيها حقه في العودة وفي تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد سيدنا المسيح عليه السلام.
إن المجلس المركزي يؤكد اهمية التركيز على ضرورة عقد المؤتمر الدولي في هذا العام وعلى أهمية اللجنة التحضيرية للدول الخمس الدائمة العضوية في أسرع ما يمكن ولتسميته ممثلاً للأمم المتحدة خاصاً بالقضية الفلسطينية ومشكلة الشرق الأوسط .
لقد اكد المجلس المركزي أهمية الدور العربي في دعم الانتفاضة، وتوجه بالشكر والتقدير لجميع الدول العربية وجماهير أمتنا العربية على دعمهم لجهاد شعب فلسطين ويتوجه المجلس المركزي إلى جميع الاشقاء بالمناشدة لمزيد من الدعم المعنوي والمادي والسياسي للانتفاضة ومسيرة شعبنا الثورية ، ويدعو أشقاءنا العرب إلى وضع قرارات القمة العربية في الجزائر موضع التنفيذ وأهمية ذلك لاستمرار الانتفاضة وتصعيدها، وهي تقترب اليوم من شهرها السابع عشر، بهذا الصمود الاسطوري والتضحيات الملحمية لجماهيرنا المجاهدة .
وكلف المجلس اللجنة التنفيذية بأن تضع نظام وأسس ولوائح العمل اللازمة وفقا لقرارات مجلسنا الوطني ... بما في ذلك صلاحيات رئيس الدولة والمؤسسات لعرضها على الاجتماع القادم للمجلس المركزي لاقرارها.. على أن تستمر اللجنة التنفيذية بالقيام بمهام الحكومة المؤقتة حسب قرار المجلس الوطني ولحين تشكيل هذه الحكومة .
كما أن المجلس المركزي إذ يحيي المبادرة التي قامت بها المرأة الفلسطينية في خارج أرضنا المحتلة بالتبرع بالحلي والمجوهرات لتكون غطاء لسندات دعم الانتفاضة، فإنه يدعم لتعميم هذه المبادرة في كافة البلدان التي بها تجمعات فلسطينية .. ويرحب باشتراك المرأة العربية بهذه المبادرة القومية لدعم صمود المرأة الفلسطينية المرابطة تحت الاحتلال، وتصعيد انتفاضة شعبنا المباركة.
ويكلف المجلس المركزي مجلس إدارة الصندوق القومي مع اللجنة التنفيذية الاشراف الدقيق على هذه الحملة واشراك الاخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني والاتحادات الشعبية في هذه التجمعات الفلسطينية بهذه الحملة الكريمة .
وفي الختام يتوجه المجلس المركي بالتهنئة للشعب التونسي الشقيق وللأمة العربية بانتخاب الرئيس المجاهد زين العابدين بن علي، ونقول له ولكل أخوتنا في الأمة العربية والاسلامية.. معا وسويا حتى النصر .. إلى القدس المحررة بعونه تعالى .. وإلى شعبنا وجماهيرنا المناضلة المجاهدة التي تتحدى بصدورها العارية جيش الاحتلال الصهيوني نعاهدهم على مواصلة المسيرة حتى النصر بإذنه تعالى ...
فالفجر آت ............... آت
فالفجر آت ............... آت
"وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا"
صدق الله العظيم
المجلس المركزي الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية
تونس